لويس هاميلتون، الذي حقق ستة من ألقابه السبعة في بطولة العالم للفورمولا 1 مع فريق مرسيدس، أصبح أول سائق في التاريخ يتجاوز 100 فوز في سباقات الجائزة الكبرى و100 مركز أول في التصفيات منذ انضمامه إلى الفريق عام 2013. مرسيدس، من جانبها، وفرت المحركات لجميع سباقات هاميلتون الـ355 منذ بداية مسيرته مع ماكلارين في 2007.
نهاية مشوار هاميلتون مع مرسيدس
يستعد هاميلتون لتوديع فريق مرسيدس في سباق أبوظبي المقبل، وهو السباق الأخير في موسم 2024، بعد الإعلان عن انتقاله إلى فريق فيراري قبل حوالي عام. ومع تحقيقه انتصارين فقط هذا الموسم في سيلفرستون وسبا، واجه هاميلتون صعوبات عديدة، حيث تفوق عليه زميله جورج راسل في التصفيات بشكل ملحوظ.
لم يكن موسم 2024 سهلاً على لويس هاميلتون، رغم مكانته كواحد من أعظم السائقين في تاريخ الفورمولا 1. حقق السائق البريطاني فوزين فقط هذا العام، أحدهما في سباق سيلفرستون، حيث أمتع الجماهير بأداء بطولي على حلبة وطنه، والآخر في سبا، الذي أظهر فيه خبرته الواسعة على الحلبة الكلاسيكية. ومع ذلك، لم تكن هذه الإنجازات كافية لإخفاء التحديات التي واجهها على مدار الموسم.
تفوق جورج راسل على لويس هاميلتون
من أبرز هذه التحديات كان تفوق زميله جورج راسل في التصفيات، حيث أظهر السائق الشاب سرعة وثباتاً لافتاً. كان راسل يتفوق بشكل مستمر في أوقات التأهل، مما شكل ضغطاً إضافياً على لويس هاميلتون الذي اعتاد أن يكون هو المرجع الرئيسي في الفريق. هذا التفوق أثار نقاشات حول ما إذا كانت فارق الأجيال بين السائقين يلعب دوراً في التأثير على الأداء، أم أن سيارة مرسيدس W15 كانت ببساطة غير متوافقة مع أسلوب قيادة هاميلتون.
جائزة قطر الكبرى.. لحظات صعبة للويس هاميلتون
خلال سباق جائزة قطر الكبرى، شهد لويس هاميلتون واحدة من أصعب لحظاته في الموسم، حيث تأخر عن زميله راسل بنصف ثانية في التصفيات، وارتكب أخطاءً في السباق شملت انطلاقة خاطئة وتجاوز السرعة المحددة في خط الصيانة، لينهي السباق في المركز الثاني عشر.
هذه النتائج السيئة أثارت نظريات مؤامرة على الإنترنت تزعم أن مرسيدس زودت هاميلتون بمعدات أقل كفاءة. وقد تفاقمت هذه الادعاءات في يونيو، عندما تم إرسال بريد إلكتروني مجهول يدعي أن الفريق يتعمد “تخريب” سيارة هاميلتون بشكل ممنهج. ورد وولف على هذه الادعاءات، مؤكدًا أن الشخص الذي أرسل البريد الإلكتروني ليس من موظفي مرسيدس وأن السلطات تحقق في الأمر.
وولف يرد على الشائعات حول نظرية المؤامرة ضد لويس هاميلتون
تحدث توتو وولف، مدير فريق مرسيدس، بعد سباق قطر قائلاً:
“عندما نواجه مثل هذه الرسائل، والتي يتضمن بعضها تهديدات، فإننا نلجأ للشرطة ونبدأ بالتحقيق الكامل. هذا النوع من الإساءة عبر الإنترنت يجب أن يتوقف. الناس لا يمكنهم الاختباء خلف شاشاتهم للإساءة للفرق أو السائقين.”
وأضاف وولف منتقدًا “المجانين” الذين يروجون لنظريات المؤامرة:
“لم أقرأ أبدًا التعليقات، لكنني أسمع عن هذا الهراء. البيئة السامة لوسائل التواصل الاجتماعي تدفع البعض لاختلاق قصص خيالية. هؤلاء مجرد جهلة ربما لم يقتربوا أبدًا من سيارة سباق.”
أسباب معاناة هاميلتون مع سيارة W15
أوضح وولف أن أسلوب قيادة هاميلتون، الذي يعتمد على الكبح المتأخر والدخول بقوة إلى المنعطفات، يجعل من الصعب عليه التكيف مع سيارة W15، التي تعاني من ضعف في القدرة على تحمل هذا النمط من القيادة. وأشار إلى أن المشكلة ليست مقتصرة على هاميلتون فقط، بل هي ظاهرة عامة في السيارات التي تعتمد على التأثير الأرضي منذ عام 2022.
وقال وولف:
“السيارات الحديثة حساسة للغاية وتتطلب ضبطًا دقيقًا. عندما تحاول إجبارها على الأداء خارج نطاقها المثالي، تصبح أكثر عدم استقرار. هذه مشكلة لا تواجه لويس فقط، بل تظهر في فرق وسائقين آخرين أيضاً.”
تطلعات الموسم المقبل
مع اقتراب سباق أبوظبي، يركز هاميلتون على إنهاء الموسم بأداء قوي يليق بمسيرته الطويلة مع مرسيدس. هذا السباق ليس مجرد نهاية فصل، بل هو فرصة للاحتفال بالشراكة التي أثمرت عن ستة ألقاب عالمية والكثير من اللحظات التاريخية. جماهير الفورمولا 1 تنتظر بشغف رؤية كيف سيختتم هاميلتون فترته مع مرسيدس وما الذي سيقدمه في مستقبله مع فيراري.
و مع انتقال هاميلتون إلى فيراري، ينتظر عشاق الفورمولا 1 لمعرفة كيف سيؤدي السائق الأسطوري مع فريقه الجديد وما إذا كان بإمكانه العودة إلى القمة. من جهته، يبقى توتو وولف متمسكًا بدعمه للسائقين والعمل على تطوير السيارة لتحقيق أداء مستقر في المستقبل.